هل تجرى الانتخابات الفلسطينية في القدس؟
مدينة القدس المحتلة - القسطل: يبدو أن مدينة القدس المحتلة تعود مرة أخرى إلى مركز الأحداث والتحليلات، وهذه المرة في سياق الانتخابات الفلسطينية التي أصبحت الحدث المركزي، الذي تتعدد الآراء والاجتهادات حوله، وعندما يتعلق الأمر بإجراء الانتخابات في القدس فإن أول ما يحضر للتحليل هو إصرار الاحتلال على استبعاد أي نشاط سياسي فلسطيني في المدينة.
وصرح الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لموقع "القسطل" أنه من المحتمل أن يصدر نهاية الأسبوع الجاري مراسيم لتحديد مواعيد الانتخابات.
وحول إمكانية إجراء الانتخابات في القدس قال أبو يوسف " لن نقبل أي تستثنى مشاركة شعبنا في مدينة القدس انتخابا وترشيحا، ولن نعدم السبل في سبيل تحقيق ذلك". مؤكداً أنه لن تجري أي انتخابات بدون القدس.
وتشير مصادر مطلعة على ملف الانتخابات لموقع "القسطل" إلى أن التجهيزات للانتخابات حتى اللحظة مقتصرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن ملف القدس ليس واضحا، وبانتظار قرار سياسي من القيادة الفلسطينية.
وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن إجراء الانتخابات في القدس، حق ثابت للشعب الفلسطيني، وهناك إجماع وطني على التمسك بهذا الحق في المدينة المحتلة وعدم الاستسلام لقرارات الاحتلال بهذا الشأن.
وأضاف شديد أن الشعب الفلسطيني لن يعدم الوسيلة في ممارسة هذا الحق، الذي سيحوله إلى معركة سياسية وقانونية مع الاحتلال.
أما عن خيارات المشاركة وآلياتها، أوضح شديد لـ"القسطل" أنها متروكة للحوارات الوطنية المزمع عقدها في القاهرة عقب إصدار المراسيم.
بدوره قال المحلل السياسي راسم عبيدات لموقع "القسطل" إنه يجب أن يكون الموقف من مشاركة المقدسيين في تلك الإنتخابات قوياً ومتماسكاً، لكي يشارك المقدسيون في الانتخابات ضمن ولاية جغرافية فلسطينية واحدة أسوة بسكان الضفة والقطاع.
وأضاف عبيدات: "السلطة والفصائل الفلسطينية غير معنية بخوض اشتباك سياسي مع المحتل وأمريكا ودول أوروبا الغربية حول مشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات".
وأكد على أن مشاركة المقدسيين يجب أن تكون من خلال فتح مراكز اقتراع في المدينة، ليمارسوا حقهم في التصويت فيها وممارسة الدعاية الانتخابية والتجمعات مع وجود مراقبين دوليين للإشراف على سير العملية الانتخابية ونزاهتها.
وأشار إلى أنه في آخر انتخابات فلسطينية في كانون الثاني عام 2006، سمح لـ 6 آلاف مقدسي بالتصويت بشكل رمزي، عبر مراكز البريد الإسرائيلية وبمغلفات كرعايا لدولة أجنبية، والبقية صوتوا في مراكز اقتراع في ضواحي مدينة القدس خارج حدود ما يسمى ببلدية القدس ولم يسمح بالدعاية الانتخابية للمرشحين ولا بالتجمعات الانتخابية.
واستبعد عبيدات ان يسمح الاحتلال للمقدسيين المشاركة حتى في مراكز البريد في هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن هذا نتاج مواقف وسياسات القيادة الارتجالية والتنازلية والأخطاء القاتلة والمميتة.
أما عن السيناريوهات المطروحة في حال رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس قال عبيدات إن البعض سيرجح الذهاب إلى القائمة النسبية والتي قد تشكل طاقة فرج من الإحراج في ملف مشاركة المقدسيين في الانتخابات.
وأوضح أن السيناريو الآخر فهو إجراء انتخابات في ضواحي القدس، بعيدا عن حدود ما تسمى "بلدية القدس"، بالإضافة لوجود اقتراح بأن يتم التصويت إلكترونيا، وهذا الاقتراح لن يكون عملياً وسيفتح باب التزوير في الانتخابات.
يشار إلى أن حزب الشعب الفلسطيني قدم مقترحا خاصا بمشاركة المقدسيين في الانتخابات إلى الرئيس عباس يقضي بإضافة الفقرة 3 للمادة 7 حول تحديد المنطقة الجغرافية الخاصة بالقدس، بحيث تشمل التجمعات السكانية داخل جدار الفصل العنصري وخارجه (محافظة القدس)، وكذلك تعديل المادة 115 حول دور لجنة الانتخابات المركزية، بحيث تمارس نفس الدور الذي تمارسه خارج جدار الفصل العنصري في داخل حدود ما يسمى ببلدية القدس.
. . .